صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

أليس فيكم رجل رشيد؟!

23

حديث المدينة

عثمان ميرغني
أليس فيكم رجل رشيد؟!

والله العظيم أجدني في حيرةٍ حقيقيّةٍ، الدكتور نافع علي نافع في خطابه الجماهيري تعوّد أن يقول )كلام والسلام( لا يهمه كثيراً ما يعني.. لكن المُحيِّر فعلاً الذين يستمعون إليه.. أليس فيهم رجل رشيد؟ يستطيع أن يرفع صوته ويقول كلمة حق أمام سلطان جائر!
بالله عليكم اقرأوا معي هذا الخبر الذي يلخص ما قاله الدكتور نافع في المؤتمر التاسع للحركة الإسلامية بمدينة عطبرة في ولاية نهر النيل أمس الأول.. وقطعاً للشك أنقله لكم تماماً كما ورد نصاً في وكالة الأنباء الرسمية )سونا(..
))وقال إنّ كل مُخَطّطات أعداء الإسلام فشلت في استئصال التيار الإسلامي من السودان بالقوة وذلك بالحرب المُباشرة والدعم اللا محدود لحركات التمرد والسعي لتوحيدها في الجبهة الثورية، لذلك لجأوا لما يُعرف بالهبوط الناعم وهو جعل القوة المُعادية للإسلام جُزءاً من الحياة السياسية في السودان ووجّهوهم بالدخول في سَلامٍ مع النظام الحاكم ومُحاولة إزاحته من الداخل سياسياً((.
هذا الكلام ألقى به نافع أمام رجال ونساء لهم عُقُول يُفترض أنّها قادرة على فهم ما يسمعون وقبول ما هو مقبول ورفض ما هو ضربٌ من الجُنُون.. جُنُون العظمة لا أكثر ولا أقل.
ما أسماه نافع بـ)الهُبُوط الناعم( عرّفه هو نفسه بأنّه )جعل القوة المُعادية للإسلام جُزءاً من الحياة السِّياسيَّة في السُّودان، ووجّهوهم بالدخول في سلامٍ مع النظام الحاكم ومُحاولة إزاحته من الداخل سياسياً(!!
حسناً؛ ما هي الأُسس القانونية والسِّياسيَّة التي بمُوجبها يدرج الحزب أو الحركة تحت لائحة )قوة مُعادية للإسلام(؟ هل من يُعادي حزب المؤتمر الوطني أو الحركة الإسلامية يُعتبر تلقائياً )مُعادياً للإسلام(؟ هل موالاة الحركة الإسلامية أو الوطني من أركان الإسلام الستة؟ )خمس معلومات سلفاً وواحد مُضاف حديثاً(.
ثُمّ؛ الأخطر من كل ذلك.. ما معنى سَن قانون للانتخابات ثُمّ تكبّد رهق المال والجهد في انتخابات يَعتبر نافع المُشاركة فيها ضرباً من )الهبوط الناعم( الذي يَقصد إزاحة حزب المؤتمر الوطني والحركة الإسلامية من السُّلطة؟
هل الأحزاب – الأُخرى – التي تُنافس في الانتخابات لا تنوي إزاحة المؤتمر الوطني من السُّلطة؟ ومن تتوفّر له نِيّة إزاحة الوطني من السُّلطة يدرج تلقائياً في لائحة )مُعادٍ للإسلام(؟
أدرك أنّ القُرّاء يستخسرون شغل هذه المساحة بمُناقشة مثل هذا الخطاب العجيب، فهو أدنى من مُجرّد الجدال حوله.. لكن في المُقابل أدرك أنّ أهم ميزات نافع عفويته، لأنّها تكشف المستور وراء الصدور.. فهو هنا يلغي الدستور وقانون الانتخابات، إذ يعرف الانخراط في العملية السياسية بقصد مُنافسة الوطني وحركته الإسلامية ضرباً من )مُعاداة الإسلام(..
بالله انظروا للصور التي نُشرت لمؤتمر الحركة الإسلامية.. كم رجل.. كم عمامة.. كانت تجلس أمامه تسمع مثل هذا الحديث، ثُمّ يَهتفون ويُكبِّرون.. و..
ويَنصرفونَ!!
أليس فيكم رجل رشيد؟!

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد