عبد الحميد أخي الأكبر.. كان في إحدى إجازاته عندنا في عطبرة .. صادف مناسبة لا اذكرها بالتحديد ..المهم انه كان يقرأ صحيفة ..والدنيا صباح ..والجو جميل ..اذا بالاطفال الصغار لا يحلو لهم اللعب الا أمامه ..صبر على الضجة ..لكن الاصوات ارتفعت فجأة .. اذ ان الشجار احتدم بين (محمد) و (وليد) .. وصار محمد يضرب وليد بعنف ..ووليد يصرخ بأعلى صوته (يا عبد الحميد ..انت شاهد ؟ اشهد يا عبد الحميد ) ..عبد الحميد وقد نفد صبره قال له وهو يغالب الضحك (أنا شاهد يا وليد ..وريني حتاخد حقك كيف).
السيد وزير المالية في لقاء نشرته صحيفة اليوم التالي في ثوبها الجديد (لا يفوتنا ان نسوق التهنئة لطاقم التحرير على الصدور ) ..دكتور جبريل.. للمرة الألف بعد المليون يصرح بأن أموال لجنة التمكين لا تصل وزارة المالية .. وان الوزارة الاتحادية لا ولاية لها على الأموال المصادرة .. ويقول انه صحيح ان هناك لجنة مكونة لاستلام الاموال المصادرة لكن المالية ليست طرفا فيها ..اما السادة أعضاء لجنة التمكين فانهم يصرحون بأنهم يسلمون الأموال المصادرة للمالية أولاً بأول ..طيب في الحالة دي .. نحن الشعب نعمل شنو غير أن نشهد عبد الحميد ؟ اشهد بالله يا عبد الحميد.
قصة اللجنة البرزخية التي تتوسط المعركة بين لجنة التمكين ووزارة المالية ..بالله يا اعضاء اللجنة اظهروا عليكم الامان ..احكوا لنا عن لجنتكم الموقرة التي شغلت الرأي العام ولا نعرف عنها شيئا ..هل يتم فعلا تسليم الأموال للمالية ؟ ان كان ذلك يحدث فعلاً.. أتمنى ان يخرج أحدكم الى العلن ليحكي لنا بالضبط كيف ومتى يحدث هذا؟؟ .. ..اما اذا كان الرد بلا ..فالرجاء توضيح لماذا لا يتم تسليم الاموال للمالية ؟ والسبب (الحماني العيد هناك احضروا) .
السيناريو الذي يحدث هو ان لجنة التمكين تضع يدها على العقار او الأموال المشبوهة.. ويخرج علينا وجدي صالح ورفاقه في وسائل الاعلام المرئية والمسموعة ليبشرونا بأن هناك الرقم الفلاني من الأموال قد تم توقيفه ..وان هناك كذا متر من الأراضي قم تم حجزها ..وبس خلاص ..كما كل شئ في السودان .يتم قطع الارسال وتحدث (شخشخة ) …فلا نعرف مين سلم مين ؟ ومن لم يستلم من مين ..على سبيل المثال ..مبنى المعمل المركزي ..المؤسسة التي أعمل بها ..هذا المبنى شرعت وزارة المالية في تمويل بناءه منذ العام 2015 ..كان العمل يسير بصورة مرضية ..ارتفع الهيكل لخمسة طوابق ..بدأت المرحلة الثالثة والنهائية قبل عامين .. دخل المعمل مرحلة التشطيب ..المعمل مصمم على أحدث طراز مواصفات الايزو .. ليصير معملاً مرجعياً الاول من نوعه في السودان .. ليخدم القطاع الصحي والتعليمي ..فجأة تم ايقاف العمل في البناء لأن الشركة التي كانت تقوم على بنائه تم ايقافها بواسطة لجنة ازالة التمكين.
(ما فوكا شئ) ..اذا كانت بالشركة شبهة أموال كيزانية .. ..لكن (فوكا شئ) ووشويات ..ان يتوقف العمل تماماً.. والآليات والمواد تفقد صلاحيتها ..والايجار للمبنى المؤقت مستمر بالمليارات ..والحسابة بتحسب وكله من خزينة الدولة .. الايقاف مفهوم ومتوقع ..لكن التجميد …هذا الذي لا نفهمه ..والأصح كان تتكون لجنة تسيير لاكمال اعمال الشركة خاصة ان الشركة قد استلمت دفعات مقدرة من أموال الدولة ..اها نعمل شنو في الحالة دي غير نشهد عبد الحميد ؟
الحالة أعلاه نموذج لحالات كثيرة مشابهة لها.. في انتظار ان تتوقف وزارة المالية ولجنة التمكين عن الشجار .. ويتم عمل آلية لاستلام الاموال المصادرة والاستفادة منها.. .ومن ثم تتحرك الاعمال المجمدة بعد ان تكون الخسائر قد طالت الجميع.. حتى ذلك الوقت ليس في يدنا شئ الا ان نقول (أشهد يا عبد الحميد).