صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

أشربوها بدون سكر

24

القراية أم دق

محمد عبدالماجد
أشربوها بدون سكر

< لم يتبقَ للحكومة بعد القرارات الاقتصادية الأخيرة، والنظريات المالية الكثيرة، غير أن تدعونا الحكومة الى أن نشرب القهوة بدون )سكر( تماشياً مع الأوضاع الاقتصادية الأخيرة.
< هذه الأوضاع دعوة صريحة للقهوة )السادة(…وربما نصل مرحلة تفقد فيه القهوة )بنها( وتصبح على الريحة – لا سكر ولا بن.
< الحكومة تتحدث عن الزيادات وتحرير صرف الدولار وعن رفع الحظر عن بعض السلع الغذائية التي كان يحظر استيرادها وعن الانفتاح على الأسواق العالمية.
< تفعل الحكومة ذلك بنشاط كبير – ولا نجد لكل هذه التوسعات والزيادات انعكاسات إيجابية على )المرتب(.
< لا تحدث زيادة ولو )مليم( في المرتب.
< يجب أن تشمل الزيادات )المرتبات( أيضاً.
< من الثوابت في السودان )المرتب( ونشرة الساعة الثالثة.
< يظل مرتب الموظف كما هو عليه لسنوات طويلة في الوقت الذي يزيد فيه سعر السلعة في السنة 5 مرات ، قابلة للزيادة.
)2(
< مع أن رئيس الوزراء ووزير المالية أعلن في بدايات عهده في الحكومة الجديدة عن برنامج الصدمة، إلّا أن )الصدمات( التي ظل يتلقاها المواطن أقوى كثيراً من تلك الصدمات التي أعلنت عنها الحكومة من أجل علاج الحالة الاقتصادية في البلاد.
< مهما كان قدر تشاؤمك من )الصدمة الاقتصادية( إلّا أن ما يجده المواطن في كل صباح أمام الصرفات الآلية والبنوك وداخل الأسواق أعلى من معدل أية )صدمة( كانت قد أعلنت عنها الحكومة او كانت قد توقعتها.
< لقد أصبحت حياة المواطن السوداني عبارة عن )صدمات( ، صدمة العام الدراسي الجديد، وصدمة الخريف، وصدمة تجهيزات العيد، وصدمة تجهيزات شهر رمضان الغذائية.
< وصدمة الولادة وصدمة السماية …الخ.
)3(
< الوضع الاقتصادي هذا يذكرني بالرجل المغترب الذي تغرب عن بلاده، فماتت )قطته( وهو في بلاد الغربة، فأخبره صديقه عبر رسالة بريدية بموت )القطة( من غير مقدمات، مما أغضب ذلك صاحب القطة الذي قال له : ما كان لك أن )تصدمني( بهذا الشكل.
< فقال له صاحبه كيف كنت تريدني أن أخبرك؟ ، فقال له كان يفترض أن ترسل لي خطاباً في البدء تقول لي فيه أن )قطتك( طلعت رأس البيت.
< ثم تخبرني في الخطاب التالي عن سقوط )القطة( من رأس البيت وكسرها رجلها.
< ثم تشير لي في رسالة ثالثة عن حالتها الخطرة وهي في العناية المركزة.
< ثم تحدثنا بعد ذلك في الرسالة الرابعة عن وفاتها.
< عليك أن تفعل ذلك بشيء من الرحمة.
< همهم صاحبه ببعض الكلمات وهو غير مقتنع بهذا التدرج في )الصدمات(، الى أن عاد بعد سنة وكتب لصاحبه المغترب )صاحب القط( ليقول له في رسالة أولى : )أمك طلعت في رأس البيت(.
< الآن ومع أن الحكومة ببرنامجها الاقتصادي )الصادم( تبدأ من )رأس البيت( ، إلّا أننا مع ذلك نتلقى الصدمات في كل يوم بدهشة جديدة وإحساس مختلف!!.
)4(
< والسياسة الاقتصادية الحالية أشبه بحالة )الطالب( الذي أردوا أن يخبروه بوفاة والده وهو في طابور الصباح، فتخيّروا طريقة )سلسلة( لإخباره بوفاة والده، دون أن يتسببوا في )صدمته(.
< قال قائد الطابور للطلبة : )أي زول أبوه ميت يطلع يقيف في ذلك الصف( ، وأشار شمالاً، ولما كان من الطبيعي ألا يخرج الطالب الذي لم يعلم بعد بوفاة والده في )صف الطلبة الذين فقدوا آبائهم( ليقف بينهم، ما كان من قائد الطابور إلا أن اتجه لصف )العائشون آبائهم( ليقول للطالب الذي أراد أن يخبره بوفاة والده بصورة )ظريفة( : إنت الموقفك مع الجماعة ديل شنو!!؟.
< الحكومة الآن بنفس الطريقة تقول لنا : )انتوا الموقفكم مع الجماعة ديل شنو؟( وهي تنتهج ذلك الأسلوب الاقتصادي القاسي.

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد