انقضى أسبوع على تشكيل حكومة الفريق “هاشم عثمان” المسؤولة عن إدارة شأن نحو )7( ملايين نسمة هم سكان الخرطوم، ولا تزال الأسئلة عالقة: لماذا غاب )فلان( ، وكيف جاء )علان(؟؟ وهي أسئلة دائرية وإجاباتها تقديرية.. ولكن السؤال الأول لماذا عاد “كامل مصطفى” لذات المنصب الذي أُريح عنه قبل سنوات )نائب رئيس المؤتمر الوطني(؟؟ هل وجد المؤتمر الوطني أن الرجل مظلوم وهُضم حقه.. ولم تنصفه القيادة السابقة حينما نظرت لضعف إقبال الناخبين على صناديق الاقتراع في الانتخابات الماضية من كرسي نائب الرئيس فقط.. وتمت التضحية بالرجل الذي ذهب صامتاً لبيته.. وبقى حتى اكتشف الجنرال “هاشم عثمان” قيمته السياسية.. وجاء به إلى كرسي جلس عليه “محمد حاتم سليمان” وأحاله إلى منطقة )نزاع( لا تهدأ عواصفها؟؟ وهل سيبقى السيد “كامل مصطفى” على )عمه( “الحاج آدم يوسف” في موقعه الراهن وبقية قطاعات وأمانات الحزب أم يأتي برجاله القدامى؟؟
جاء “بله يوسف” ، الشاب الذي فقد موقعه في الاتحاد الوطني للشباب السوداني، لما اعتبره بعض قادة المؤتمر الوطني جناية كبيرة لمجرد أن “بله يوسف” قد سجل زيارة للشيخ “علي عثمان محمد طه” في شهر رمضان، وحينها كان بعض قادة المؤتمر الوطني لشيء في نفوسهم يعتبرون الشيخ “علي عثمان” منطقة ممنوع الاقتراب منها.. يا لها من مهزلة تثير الرثاء قبل الضحك في بيوت الموتى.. يعود “بله يوسف” اليوم معتمداً لكرري، ولو كنت في مقامه لزرت “علي عثمان محمد طه” كل أسبوع.. ليس إلا وفاءً لرجل يستحق أن يصغي إليه كل مسؤول ينشد النجاح وسداد الرأي.. و”بله يوسف” من إشراقات الحكومة، ولكن ذهب بعيداً إلى كرري المحلية التي )أعيت( مشكلاتها من كان قبله في الموقع الرفيع.
هل كان منصفاً خلو حكومة ولاية الخرطوم من)تمثيل( لبعض أطراف البلاد.. مثل كردفان ودارفور والشرق.. والنيل الأزرق.. والخرطوم هي عاصمة قومية قبل أن تكون ولاية مثل القضارف وشرق دارفور، ووجود رمزيات على غرار الحكومة السابقة “فرح مصطفى” وزيراً إشارة مهمة.. ونظرة سياسية راشدة.. وليست محاصصة جهوية كما يعتقد بعض الناس.. و”محمد يوسف الدقير” وزير التربية والتعليم كردفاني مولداً ونشأةً وعلاقات واهتمامات، ولكنه يمثل الاتحادي الديمقراطي أكثر منه تمثيلاً له ظلال جغرافية كحالة د.”فرح مصطفى” وقد ينظر البعض لـ”أميرة أبو طويلة كوجه دارفوري” )اجتماعياً( لكنها رمزية للمنشقين من حزب الأمة أكثر من أية رمزية أخرى.
سؤال حول وزير البنى التحتية: هل كان أداء المهندس “خالد” يؤهله ليبقى لدورة قادمة؟؟ أم هي معادلات أخرى أبقت عليه رغم الإخفاقات الكبيرة له في أكثر مجالات العطاء؟؟ ثم لماذا يتنزل جنرال كبير من مقام وزير للمعادن وهو فريق متقاعد من الشرطة ليرضى بوظيفة صغيرة )معتمداً(.؟؟ إذا كانت تقديرات السياسة تعويض )الفريق( فهل تقديره لنفسه يسمح له بالهبوط ثلاث درجات مرة واحدة.. أخشى أن يصبح في الدورة القادمة نائباً في أحد المجالس التشريعية بالولايات؟؟
وأخيراً هل البروفيسور “مأمون حميدة” منطقة محمية من أعلى ولا يجوز المساس به أو الاقتراب منه ولا حتى تقويم تجربته؟؟ ليصبح البروفيسور “مأمون” وزيراً فوق الولاة المتعاقبين على الخرطوم؟