بتوجيه من رئيس مجلس الوزراء د. عبد الله حمدوك لحل أزمة المواصلات، قامت اللجنة الوزارية المعنية بجولة تفقدية لمقر شركة المواصلات والسكة حديد، وتضم وزير الداخلية، والي الخرطوم، وزيرالحكم المحلي ووزير الاعلام وذلك للوقوف على آخر التطورات لإنطلاق قطار الخرطوم ومدى جاهزيته لحسم أزمة المواصلات بصورة عاجلة. وأعلن والي الخرطوم الفريق أحمد عابدون بدء انطلاقة القطار الخميس بمعدل رحلتين في اليوم صباحية ومسائية، مبيناً أن الرحلة تبدأ من محطة الخرطوم جنوباً حتى الشجرة وشمالاً حتى الكدرو. وافصح عابدون عن اتفاق مبدئي مع شركة لتنفيذ مترو أنفاق يبدأ المرحلة الأولى خلال عامين، وأشار إلى أن هنالك محطة وسيطة تربط المحطة الرئيسية لتسهيل حركة المواطنين. وحذر المواطنين والباعة الجائلين من التواجد في تقاطعات القطار.
وقال وزير الاعلام فيصل محمد صالح أن طاقة البصات العاملة بالولاية قليلة جداً، مقارنة بحاجة ولاية الخرطوم. وأضاف: شركة المواصلات في أفضل حالاتها تساهم بـ 10% من حركة النقل و90% تعتمد على القطاع الخاص من الهايسات والحافلات وهؤلاء يعملون بمزاجهم وحسب الخطوط المربحة، الأمر الذي أدى إلى ارتفاع مواصلات الولاية بمساهماتها إلى 50 %. وقال فيصل إن هذا الأمر يحتاج إلى وقفة، موضحاً أن هناك عمليات صيانة لأكثر من 400 باص وتدريجياً يتم استيراد قطع الغيار وهنالك مهندسين يعملون في الصيانة وكل يومين يتم استخراج بص لينضم للبصات العاملة وأن عدد البصات العاملة مابين 250 الى 300 والتي تم استيرادها من السعودية وقطر لكنها تعاني من اشكالات كثيرة وبحالة مزرية. وقال فيصل إن البصات التي تم استيرداها من قطر قيمتها مدفوعة بالكامل وظلت مخزنة بالعراء لأكثر من عامين وبالتالي تحتاج تغيير إطارات، أما التي استوردت من السعودية وتم دفع 50% من المقدم فإن حالتها أسوأ. وأضاف فيصل: (تم التعاقد عليها في فترة سابقة ولذلك لابد من تكملة اجراءاتها وشحنها، حاليا هنالك أكثر من 390 بص ما بين السعودية وقطر سيتم شحنها وخلال أسبوع تصل البلاد). وبالنسبة للوارد من السعودية قال فيصل إن هناك لجنة هندسية تم ابتعاثها لتقوم بصيانتها في منطقة جدة.
وفي الأثناء أوضح فيصل أن هناك بعض الاشكالات ولكن يمكن تداركها خاصة وأن القطار أكثر جاهزية وبحالة هندسية جيدة وجاهز للانطلاق فقط البنيات التحتية بحاجة إلى قليل من العمل، معلناً عن انطلاق الخط الشمالي في فترة أقصاها عشرة أيام ويبدأ من بحري مروراً بالكدرو إلى الجيلي وسوف يتم تشغيله وهنالك اشياء بسيطة يتم تكملتها منها عمل غرفة كنترول للتنسيق مع السكة حديد. وبالنسبة للخط الجنوبي سوف ينطلق من الخرطوم إلى الشجرة وسوبا ولكنه يحتاج إلى مساطب للمحطات وبالتوازي مع الخط الشمالي سوف تشرع وزارة البنى التحتية في العمل لتخطيط المساطب وبعد أسبوعين يبدأ الخط الجنوبي للعمل. وقال فيصل إن هذه القطارات لو تم تشغيلها خاصة وأن هنالك عدد 6 جاهزة للعمل في نقل كميات كبيرة من حركة المواطنين فإنها ستسهم في تخفيف الضغط على البصات والحافلات. وقطع فيصل بأنه لن يحدث انفراج نهائي للأزمة إلا بنهاية العام بعد اكتمال وصول البصات.
من جانبه أكد مدير شركة نوبلز لتشغيل القطار الطيب مختار أن الحل الجذري للأزمة بتشغيل القطار والذي يتكون من 6 وحدات سعة 500 راكب وستكون قيمة التذكره 15 جنيهاً ويوفر القطار 4 لتر من الوقود مبيناً ان ذلك سيسهم في ترحيل 50 ألف راكب ويخفف الضغط على حركة البصات. وأشار مدير مجموعة نوبلز مهندس عبدالرحيم محمد عبدالرحيم أن المجموعة أكملت المرحلة الأولى بتصنيع وتوريد القطارات وتشييد المحطات في المسار الشمالي وعددها 8 محطات بما فيها محطة الخرطوم الرئيسة، مؤكداً أن المشروع يحقق أهداف خطة الولاية الاستراتيجية في ادخال القطار كوسيلة نقل داخلية باستخدام 6 قطارات سعة القطار الواحد 600 راكب.